هديّة العيد !
يخبره حدسه أن الأسئلة التي ستتجه صوبه حين يعترف أنه قطع يقينه بكثير من البشر ستكون قاتلة !
وسيكبر الوجع حين تكون الاستفهامات باحثة عن الاصطياد والترصّد ..
هو يدركُ أنه ليس في قائمة الأولويات الحتميّة في سجلّ يوميات من أدمن انتظارهم ، لكنه كان حتى عهدٍ قريب أسيراً لعهودٍ مضت ، ومواثيق إنسانية ألزم ذاته باقتفاءها لتورثه كل هذا الضيم !
مسكين هو الوفيّ القابع في ذاته ، كم ذاق مرارة الجرح ، كم تجرّع علقم القسوة ، وكم أردته إنسانيّته صريعاً في طرقاتٍ شهدت ميلاد مواثيقه وعهوده !
مازال حتى اللحظة يرتدي معطف الأمنيات وينقض غزل خيوطه الرمادية بفعل الوقت ، يسجن ذاته في حجرته ، في كل صباحٍ تمتدّ عيناه ناحية ثقب في باب حجرته اخترقته الشمس و ترقبان استدارة مقبض الباب ، النّافذة الوحيدة تطلّ على مقبرة رسائله وقصاصاته المجنونة ، يترقّب تسلل العيد ، ليعلن أنه مازال يجيد التبسّم في وجوه الرفاق !
يأتي العيد شاحباً هزيلاً يجرّ دعوات القانتين بأن يكون عيد محبّة وسلام !
يفاجئه بهديّة لم يدر بخلده أن يحظى بها يوماً ما ، صديقٌ قديمٌ أدمن زيارته في صباحات العيد ، كان اللقاء أشبه بمسرحيّة هزليّة تحكي واقعاً ألمّ به وأحكم قبضته على كل شيء !
43 معجبون بهذه التدوينة.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف
المقهى ..!,
تراتيل الرّوح !. أضف
الرابط الدائم إلى المفضلة.
8 تعليقات على هديّة العيد !